تعزيز نوعية الحياة والتعايش السلمي من خلال الرياضة والأماكن الترفيهية في ليبيا

يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المؤسسات العامة والسلطات المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية في ليبيا لتحقيق الاستقرار والصمود والتعافي، ويسهم في تهيئة ظروف السلام والتماسك الاجتماعي في البلد بدعم من مختلف الشركاء الدوليين.

منذ عام 2017 ، أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراكة مع الاتحاد الأوروبي رفقة المؤسسات العامة والسلطات المحلية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية لبناء السلام وتعزيز الانتعاش الاقتصادي المحلي في 52 بلدية في جميع أنحاء البلاد، في إطار برنامج تعزيز القدرات المحلية من أجل الصمود والتعافي.

وبالإضافة إلى ذلك، قدم المشروع الدعم للبلديات ووزارة الحكم المحلي لتجديد الهياكل الأساسية الثقافية والترفيهية والرياضية كوسيلة لتعزيز الإدماج الاجتماعي وتجديد المناطق الحضرية. والوصول إلى الأماكن العامة أمر مهم لتنمية الشعور بالانتماء والحفاظ عليه، لا سيما في المدن التي عانت كثيرا من الصراع في السنوات الأخيرة، مثل صبراتة وبنغازي وسبها.

التراث الثقافي ، دعامة أساسية للإنعاش والتنمية

اكتمل ترميم المباني غير التاريخية والتاريخية للمسرح الروماني في صبراتة، الموقع الذي صنفته اليونيسكو تراث عالمي، والمعلم الاثري الذي تضرر في سبتمبر 2016 بسبب النزاع، يعتبر معلمًا ورمزًا لجميع الليبيين، فضلا عن كونه وجهة سياحية.

وشملت أعمال الترميم إصلاح مكاتب الخدمات لمصلحة الآثار فضلاً عن صيانة وتحسين ثلاث بوابات للدخول، وذلك بالشراكة مع اليونسكو (من خلال المجلس الدولي للآثار والمواقع) ومصلحة الآثار الليبية. ومن المتوقع أن يجتذب الموقع الأثري حوالي 500,000 زائرًا كل عام، مما سيولد نشاطاً اقتصاديًا مهمًا وآلافا من الوظائف الجديدة.

وتبين تجربة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تعزيز التراث الثقافي كوسيلة لبناء السلام والصمود أن هذه الأنشطة تعزز الثقة والحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف المجتمعات.

فبراير 2022, صبراتة(ليبيا). مشهد بانورامي للمسرح الروماني في صبراتة. تصوير: © البرنامج الإنمائي ليبيا

“للتراث الثقافي المشترك في ليبيا كل القدرة على أن يصبح دافعا هاما للتنمية المستدامة، المواقع الأثرية الاستثنائية مثل المسرح الروماني في صبراتة تقدم فرصًا هائلة للمجتمعات المحلية عبر خلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، والاتحاد الأوروبي فخور بتمكنه من المساهمة مع السلطات الليبية وشركائنا في الحفاظ على التراث الثقافي الغني لليبيا.” صرح بذلك السيد خوسيه أنطونيو ساباديل, سفير الإتحاد الأوروبي لدى ليبيا خلال مراسم الافتتاح.

الرياضة ، وهي عنصر رئيسي لتعزيز الإدماج الاجتماعي وتحدي القوالب النمطية

تعتبر الرياضة في جميع أنحاء العالم أداة قوية لتوحيد الناس وتجاوز الحدود وتنمية التسامح والاحترام والاندماج الاجتماعي.

وقد تم دعم بلدية صبراتة عبر تجديد أربعة ملاعب للتنس، وملعب لكرة السلة، وتوفير المعدات الرياضية في أكاديمية التنس. لتستأنف المؤسسة الرياضية أنشطتها بعد سنوات من الإغلاق. وفي كل أسبوع ، تتوفر الفرصة ل ‍ 175 لاعبا مبتدئًا وكبيرًا للتنشئة الاجتماعية من خلال الألعاب الرياضية.

يوليو 2019, صبراتة(ليبيا). الأطفال يتعلمون لعب التنس في أكاديمية التنس في صبراتة.تصوير: © البرنامج الإنمائي ليبيا/عبدالله حسين

على الرغم من استمرار مواجهة العوائق المتعلقة بالأعراف الاجتماعية، فإن إعادة تأهيل ملاعب التنس الأربعة قد فتحت فرص جديدة للسيدات لممارسة التنس.

الأكاديمية لا تزال مخصصة للرجال بشكل أساسي، ولكن بعد إعادة التأهيل، شيء ما قد تغير بالفعل، الملاعب أصبحت تخصص حصرياً لاستخدام الفتيات والنساء في يوم واحد في الأسبوع.”. أوضحت السيدة حميدة أبو القاسم عوشة، عضو المجلس البلدي صبراتة خلال حفل الافتتاح في 2019.

في بنغازي, قاعة كرة اليد المغطاة الذي تم إعادة تأهيلها في المدينة الرياضية تستضيف ما يقارب 6,000 عضواً بما فيهم 1,200 إمرأة، من إتحاد كرة اليد المحلي، والأندية الرياضية، والحكام والجماهير على حد سواء، وقال السيد مارك أندريه فرانش الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي في ليبيا: “توفير مساحة آمنة للشباب لمشاركة القيم وروح الفريق سيمكنهم من التمتع بحياة سعيدة,”.

أبريل 2021, بنغازي (ليبيا). فريق الرقبي يقوم التدريب في الملعب الجديد في بنغازي. تصوير: © البرنامج الإنمائي ليبيا/ عبدالعظيم عجاج

بالشراكة مع جامعة بنغازي، والمجلس البلدي بنغازي وبالتعاون مع منظمة رقبي 2018، قام البرنامج الإنمائي ببناء ملعب الرقبي الأول والذي يقع بالجامعة.

وقد انبثقت المبادرة من احتياجات الشباب إلى ممارسة الرياضة وممارستها في بيئة آمنة ، حيث أن معظم الأندية الرياضية تقع في مناطق طالتها العمليات العسكرية. “لا يمكن لمدينة بنغازي أن تنتصر على الإرهاب حتى تتحول إلى مشاريع إعادة الإعمار والتنمية. “أفاد السيد صقر بو جواري، عميد بلدية بنغازي.

مساحات الترفيه لتعزيز الصحة البدنية والعقلية للناس

تسهم الأماكن الترفيهية في تحسين الصحة البدنية والعقلية للناس وتعزيز السلام والمشاركة الثقافية.

سبتمبر 2019, سبها (ليبيا). الأطفال يلعبون في الحديقة العامة الجديدة التي تم بنائها في سبها . © البرنامج الإنمائي/فتحية العزومي

حديقة بلدية جديدة ، بنيت في موقع استراتيجي بالقرب من مركز المدينة، هو المكان العام الوحيد الذي يعمل لأنشطة الترفيه في سبها. مما سيتيح لثمانية عشر ألف أسرة من التمتع بالطبيعة وممارسة الرياضة. قال السيد أحمد نصر ، أب لطفلين: “لقد جئت اليوم إلى هنا مع أطفالي حتى يتمكنوا من اللعب مع أطفال آخرين. قابلوا أصدقاء جدد وقالوا أنهم يريدون اللعب هنا كل يوم”.

يناير 2022, بنغازي (ليبيا). كورنيش بنغازي. تصوير: © البرنامج الإنمائي ليبيا/ عبدالسلام أبوبكر

وفي بنغازي ، الكورنيش الواقع في منطقة سيدي أخريبيش التاريخية التي تمتد على طول البحر الأبيض المتوسط أصبح يتمتع بمنظر جديد عقب أعمال الترميم التي اضطلع بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كجزء من دعم أوسع للبلدية.
ويهدف تجديد كورنيش بنغازي إلى إعادة الحياة إلى واحد من أكثر أجزاء المدينة شعبية وتوفير مساحة عامة للسكان المحليين والزوار للاستمتاع بها. وذكر عميد بلدية بنغازي أن “إعادة البناء ستجمل المدينة وستزيد من المناطق الترفيهية لسكان بنغازي وستوفر معلمًا سياحيًا”.
وفي إطار البرنامج المحلي لبناء السلام والصمود، سيواصل البرنامج الإنمائي العمل جنبا إلى جنب مع السلطات الليبية والشركاء الوطنيين والدوليين لتعزيز المجتمعات السلمية والشاملة في ليبيا ، فضلا عن تعزيز الانتعاش الاقتصادي.

أعمال إعادة التأهيل التي تضمنت الكورنيش، وملعب الرقبي في بنغازي، والمسرح الروماني وملاعب التنس وكرة السلة في صبراتة، بالإضافة للحديقة العامة في سبها، قد تمت ضمن إطار برنامج “إدارة تدفقات الهجرة المختلطة في ليبيا من خلال توسيع مساحة الحماية ودعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية” الممول من نافذة شمال إفريقيا لصندوق الاتحاد الأوروبي الائتماني للطوارئ لأفريقيا.

تمت أعمال إعادة التأهيل لقاعة كرة اليد المغطاة في بنغازي كجزء من برنامج بلديتي “التعافي والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية” الذي يبلغ تمويله 50 مليون يورو حالياً مع 24 بلدية في جميع أنحاء ليبيا بهدف تحسين وصول الناس إلى الخدمات العامة الجيدة مثل التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي. يقوم بتنفيذ مشروع “بلديتي” وكالة التنمية الإيطالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونيسيف.

يتم تمويل البرنامج في ليبيا من قبل الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الأوروبي للطوارئ من أجل أفريقيا، لتحسين ظروف المعيشة وبناء القدرة على الصمود بين الفئات الأكثر احتياجاً، بما في ذلك المهاجرين واللاجئين والنازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة.